ما حدث في ساحة سلطان الأطرش ليلة رأس السنة - ارشيف موقع جولاني
موقع جولاني


ما حدث في ساحة سلطان الأطرش ليلة رأس السنة
نبيه عويدات – 04\01\2008
لا يمكن أن نصف ما حدث في ساحة سلطان الأطرش في مجدل شمس ليلة رأس إلا بالفضيحة والـ "عيب". ولو كنا، كمجتمع، نمتلك الحد الأدنى من الوعي والشعور بالمسؤولية لأخفينا وجوهنا خجلاً من أنفسنا، قبل كل شيء.
مجموعة من الفتية والأطفال، تتراوح أعمارهم بين الـ 10 و15 عاماً، عاثوا خراباً وفوضى لا يمكن وصفهما على مدى الليل بطوله، وحتى بزوغ الفجر – كانوا <يحتفلون بقدوم السنة الجديدة>!
لم تفلح جهود أهالي حارة السوق بتهدئتهم، فكانوا يتسَـلـّون بالاستهزاء برجل بالغ، محترم، يتحدث إليهم محاولاً ثنيهم عما يفعلونه. وكانوا يهاجمون المارة بإطلاق المفرقعات من العيار الثقيل، والخطيرة جداً، عليهم.
هؤلاء الأطفال كان يجب أن يكونوا في فراشهم.. فماذا كانوا يفعلون في مثل هذا الوقت في الشارع؟!
لا ألومهم البتة، ولكني أتهم أهلهم بالتقصير بحقهم. أين كان أهلهم في هذا الوقت؟ ألم يلحظوا غياب هؤلاء الأطفال عن البيت؟
في صباح أول يوم من العام الجديد اتصل بي بالهاتف أحد المواطنين طالباً القدوم إلى الساحة وتصوير المنظر المرعب الذي خلفه هؤلاء الأطفال في المكان. ولكن للأسف الشديد لم أتمكن من القدوم لتواجدي خارج البلدة. وأقول للأسف لأنه كان علي تصوير وتوثيق ما كان لأن الصورة أحياناً أفضل من ألف كلمة.
يقول المواطن (حسن): "لم تغمض أعيننا كل الليل من شدة الضوضاء التي أحدثوها. ما شاهدناه من شرفة المنزل المطلة على الساحة لا يمكن وصفه. لقد قاموا بقلب حاويات القمامة وتراشقوا فيما بينهم بمحتوياتها. أطلقوا على بعضهم المفرقعات وكأنها أسلحة حقيقية - بأعجوبة لم يصب أحد منهم بأذى".
أما الشيخ أبو كمال فيقول: "ذعرنا في عز الليل من انفجار قوي وصوت زجاج يتحطم، فهرعت للشرفة لأكتشف أن مفرقعة حطمت زجاج إحدى الغرف في منزلي. لم نتمكن من النوم أبداً. <يا عيب الشوم على هيك بلد.. يا عيب الشوم على هيك تربية>..."
أحد أصحاب المحلات في الساحة (عصمت) يقول لي: "كان عليك تصوير المنظر في الصباح! لأنني مهما وصفت لن تتخيل <القرف> الذي كان هنا. أكوام من الزبالة ومخلفات المفرقعات في كل مكان".
ويشير لي أحدهم إلى البقالة المجاورة واصفاً: "صاحب هذا المحل قدم إلى دكانه صباحاً ليجد أنهم اقتحموا مخزنه وأخرجوا منه عبوات <شوكو>، وأكياس حليب انتهت صلاحيتها، وبندورة، ومندرين، وأشياء أخرى وقاموا برشق بعضهم بها. باختصار كانت الساحة كمكب نفايات".
أحد الشباب قال لي: "أنا متأكد من أن بعض هؤلاء الأطفال كان تحت تأثير الكحول. كانوا يتصرفون بهوَج غير معقول. كانوا منتشين. فإما كانوا تحت تأثير الكحول أو شيء أخطر من ذلك".
أنا شخصياً عدت إلى منزلي حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. وقد شاهدنا أنا وزوجتي في الطريق العشرات من الأطفال (ذكوراً وإناثاً) لم تتجاوز أعمارهم الثلاثة عشر عاماً، <يحتفلون> على قارعة الطريق. وكانوا يشربون ما يسمى بـ "مشروبات الطاقة" بشكل استعراضي.
يا جماعة ما يحصل هنا شيء خطير جداً. لو كنا في بلد متحضر لقامت الشرطة بإلقاء القبض فوراً على أهالي هؤلاء الأطفال، ووجهت لهم التهمة بالتقصير بتربية أطفالهم. وربما قررت المحكمة عدم أهليتهم لتربية الأطفال وسحبت أطفالهم منهم وأخذتهم إلى دور رعاية. فهؤلاء أطفال قاصرون.. هكذا يعرفون في كافة مجتمعات العالم المتحضرة، وعلى أهلهم حمايتهم من الشارع ومخاطرة.

 

 

 

عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا